رحيل الفنان "كوص" يفتح جراح المسرح الموريتاني

سبت, 11/29/2025 - 18:06

خيم الحزن في الأوساط الثقافية والفنية بموريتانيا عقب إعلان الفنان الكوميدي المعروف خونه، الشهير بـ"كوص"، مغادرة البلاد بحثًا عن لقمة العيش والكرامة، بعد مسيرة فنية امتدت لسنوات دون دعم رسمي أو راتب يضمن له الحد الأدنى من الاستقرار.

 

قرار "كوص" شكل صدمة للوسط المسرحي، وأعاد للواجهة أزمة التهميش والإهمال الذي يطوق هذا القطاع الحيوي. فبحسب شهادات رفاق دربه، لم يكن خونه ممن يطلبون دعماً أو يتنازلون عن مبادئهم من أجل مصالح آنية. الممثل بونه ولد ميده كتب بحسرة: "ودّعنا فنانًا نبيلًا، لم يبع فنه، ولم يُدنّس كرامته من أجل الفتات."

 

الحدث دفع المخرج المسرحي باب ميني إلى التحذير من اتساع دائرة هجرة المبدعين، واصفًا ما يحدث بأنه "نزيف صامت"، بدأ بمغادرة أسماء لامعة كأحمد حبيبي وعبد العزيز والعم حماده، وقد يستمر ما لم تتغير نظرة الدولة للفن كأداة بناء لا ترف.

 

رسائل الفنانين كانت موحدة: الكرامة قبل الشهرة، والاحترام قبل التصفيق. رحيل "كوص" لم يكن فقط فصلاً في سيرة شخصية، بل صرخة تعري واقع المسرح الموريتاني، وتضع صانعي القرار أمام مسؤوليات ثقيلة لحماية ما تبقى من الذاكرة الفنية الحية.